Translate

الجمعة، ديسمبر 14، 2012

رحلتي من الإيمان إلى الانسان


بابا .. بابا
إيه
هو فين ربنا ؟؟
ربنا في السما
طب انا عاوز أشوفه
عيب يا واد .. حرام كدة
ليه بس يا بابا .. أنا عاوز أشوفه
ربنا مش بيظهر للناس
ليه ؟؟ .. هو مكسوف ؟؟
فجأة لقيت كف أبويا لزق في خدي
إوعى تقول كدة تاني يا قليل الأدب

........ جريت وانا بعيط ..........

............................

الكلام دة حصلي وانا عندي خمس سنين .. ومن ساعتها مفكرتش إني أخرج بأسألتي الوجودية خارج حدود عقلي .. بس كنت طول الوقت بفكر في ربنا .. هو فين ؟؟
لما كبرت شوية مبقتش بسأل هو فين .. لأني كنت عارف –وأنا بحسس على خدي- انه في السما .. بس كنت لازلت متلخبط من وجوده في السما وفي نفس الوقت عارف كل حاجة على الأرض
لكن ابتديت أسئلة تانية تلح عليا وانا في المرحلة الإبتدائية .. هو ليه أصلا ربنا خلقنا ؟؟
وبما إني كنت في مدرسة الدعوة الإسلامية اللي أسسها الإخوان المسلمين فكنت لما بسأل المدرس بتاعي كان بيقولي : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.. بس مكنتش فاهم .. هو ربنا اللي خلقنا وبالتالي اللي هو أقوى مننا .. ليه عاوزنا نعبده ؟؟ هو محتاج عبادتنا في إيه ؟؟ .. وطبعا كان الرد : لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ.
إبتديت أسرح في خيالي أتخيل ربنا مع وأدمج الشكل اللي تخيلت فيه ربنا مع قصص الأنبياء اللي كنت بسمعها في المدرسة .. وبما إن ربنا " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " فكنت بتخيل شيء مش زي أي حاجة بنشوفها .. لكن ارتبطت الصورة الذهنية بسحابة كبيرة قوي ليها فتحات العيون والأنف والفم .. ودة مستوحى من فكرة ان ربنا في السما زي ما قالولي .
كنت بفكر مع نفسي –ومن غير ما أصارح حد بأفكاري- ان ربنا قبل ما يخلقنا .. جيه إزاي أصلا ؟؟
وقبل ما يخلقنا .. كان فيه إيه ؟؟
طيب وليه خلقنا فعلا ؟؟
انا تخيلت انه كان موجود بلا مقدمات .. وانه كان قاعد فاضي مش لاقي حاجة يعملها .. فمن باب التسلية خلقنا .. عشان يتفرج علينا ويسلي وقته .. ولما يوم القيامة هيجي ويحاسبنا وندخل الجنة .. تخيلت انه هيخلق مخلوقات تانية ويبدأ معاهم نفس القصة .. أمال يعني بعد ما ندخل الجنة او النار .. هيعمل ايه تاني .. أكيد هيحتاج مخلوقات تانية يبعتلهم رسل بردو وكدة .
وفاكر بردو اني كنت بسأل المدرس :

هو فيه في الجنة أتاري ؟؟
الجنة فيها كل حاجة
أيوة .. يعني فيها أتاري ؟؟
الجنة فيها كل حاجة
أيوة .. يعني فيها أتاري ؟؟
مانت أصلا من كتر المتع مش هتحتاج أتاري في الجنة
أيوة يعني فيها أتاري ؟؟
إنت قليل الأدب .. افتح إيدك !!

...............................

دة اللي كنت بفكر فيه وانا في ابتدائي .. ولما وصلت للمرحلة الإعدادية .. كنت ابتديت انشغل في الحياه شوية عن إني أفكر في المسائل دي .. وابتديت اريح دماغي وآخدها زي ما قالوهالي –والدليل قالوله- عشان أخلص .. لكن في حياتي العامة كنت دايماً عندي شغف لمعرفة ما بين السطور وكيفية وجود الأشياء .. لدرجة ان المدرسين في المدرسة كانو بيضربوني بسبب اني بسأل كتير أسئلة –كما يدعون- خارج سياق الدرس .
عدت مرحلة اعدادي ودخلت ثانوي وانا مش بفكر في أي حاجة .. بس ساعات كنت بفكر في أحداث حصلت في السيرة واني مش مصدقها وحاسس انها أفورة من اللي نقل القصة .. وقصص القرآن مكنتش بصدقها .. بس كنت بحاول أثّبت نفسي بإني أقول استحالة الكلام دة يكون كدب لأن فيه إعجاز علمي في القرآن .. ومادام القرآن صح يبقى كل الحاجات التانية صح .. وأريح دماغي وأبطل أفكر.. وفي مرة كانو بيفرجونا على عرض لقصة نوح .. ولما قومه مكنوش مصدقينه وقالوله ان لو ربنا حب ينزل عليهم رسول كان بعت ملاك .. راح نوح رد عليهم بإن لو فيه ملايكة على الأرض كان نزل عليهم ملاك بس هما بشر .. صراحة إجابة نوح مكنتش مقنعة .. أنا كبشري لو شوفت ملاك أكيد هؤمن .. لأنه معجزة في حد ذاته .. إنما مش أي بشري عادي هيجي يقولي انا رسول من ربنا هصدقه.
على تالتة ثانوي كنت ابتديت اتديّن ومشيت مع الإخوان شوية ومع الصوفية شوية .. وأخيراً بقيت سلفي وفضلت سنتين في القصة دي .. وكالعادة مفكرتش أسأل في الموضوع لأن سلمت تسليم بكل اللي كنت بسمعه من المشايخ .. وخصوصاً إنهم قالولي ان المنطقة دي محرّم التفكير فيها أصلاً .
تركت السلفية ورجعت إنسان طبيعي جداً .. بكلم بنات وبسمع أغاني وبصلي وبصوم .
الغريب اني في مرحلة التدين دي –وفي حياتي بشكل عام- عمري ما حسيت بحاجة روحانية .. كنت بأدي العبادات بشكل روتيني بحت .. مجرد سلوكيات في ظاهرها التدين وباطنها اني خايف ادخل النار ونفسي أدخل الجنة .
أول لسعة في عقلي كان لما كنت مرتبط ببنت جبانة جدا بتخاف من مامتها اللي بتضربها .. في يوم كانت بتقولي ان عندها مشكلة مأرقاها .. ومعرفتش أجاوبها لما قالتلي ان المشكلة انها حاسة انها بتخاف من مامتها أكتر من ربنا .. انا ساعتها قولتلها بشكل تلقائي ان دة طبيعي لأن ماماتها اللي قدامها انما ربنا مش موجود .. وساعتها هي قالتلي مش موجود ازاي .. انت كفرت ولا ايه ؟؟ .. قولتلها اني اقصد انه مش موجود قصاد عنينا .
الضربة القاصمة كانت لما البنت دي سابتني .. وساعتها دخلت في مرحلة اكتئاب .. الغريب ان الإكتئاب دة مكنش ظاهر عليا في شكل حزن وعياط .. لكن كان ظاهر بشكل مختلف تماماً .. نظراً إن العلاقة دي كانت مسيطرة عليا بشكل ما .. فلما انتهت حسيت اني اتحررت .. وحسيت في الفترة دي إني متواصل مع نفسي بشكل أكبر من الأول بكتير .. وكما يقول جان بودريلارد : هذا هو الحال دائما: بمجرد أن تتحرر تكون مضطرا لأن تسأل من أنت .. لذلك لقيت نفسي بسأل الأسئلة الوجودية من تاني .. من أنا .. وليه احنا اتخلقنا ؟؟
المرة دي فضلت أسأل بجنون .. وكالعادة لا إجابة منطقية .. الإجابات الدينية العقيمة .. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ.. كنت بقولهم خرجو ربنا من اللعبة .. كانو يقولو يبني ماهو اللي خلقنا !! .. وكانو بيسكتوني بالإجابة دي .. بس بردو دي مش إجابة بالنسبالي .. لأنه مش محتاج عبادتنا أصلا .. يبقى ليه خلقنا ؟؟
بعض العقلاء كانو بيجاوبني إننا اتخلقنا عشان نعمر الكون .. فكنت بقولهم .. طيب لو انا مش عاوز أعمل كدة .. المفروض اني هجبر على دة يعني ؟؟ .. ولو معملتش كدة يبقى انا إتخلقت هباء ؟؟ .. كانو بيقولولي اسأل ربنا .. أقولهم إزاي .. يقولولي صلي وادعيله واسأله وهو هيجاوبك !! وطبعا لما عملت كدة .. مردش عليا
من المفارقات اللذيذة انهم بيقولو ان الطفل بيولد على الفطرة عارف ربنا .. أذكر موقف حصل من كام شهر لما أختي الصغيرة كانت بتقولي :

هو مش إحنا لما بنصلي بنكلم ربنا ؟؟
قولتلها أيوة يا حبيبتي .
قالتلي : أمال ليه بحس وانا بصلي اني بكلم نفسي وان محدش بيرد عليا !!

.. ابتسمت ومردتش عليها لأني كنت وقعت في نفس حيرتها ومكنش فيه إجابة مقنعة بردو .
المهم إن اللحظة الفارقة كانت بعد الثورة لما اتعرفت على عقليات جديدة .. لما قعدت أسأل كل اللي حوليا وملقتش إجابة .. لحد ما وقعت مع واحد صديقي جدا وملحد .. وانا مكنتش اعرف انه ملحد وقتها .. وسألته :

أنا هتجنن .. عاوز اعرف احنا اتخلقنا ليه .. وليه انا مجبر اعيش وانا مش عاوز .. ليه مفروض عليا اني اعيش وانا مش عاوز ؟؟ وليه محدش عنده إجابه ؟؟!!
ابتسم : انا عندي إجابة .. بس هتزعلك مني
لا يا عم مش هزعل .. قول
هتزعل
صدقني هتقبل أي كلام تقوله .. بس انا محتاج إجابة .. نفسي أرتاح

لقيته بدل ما يجاوبني ابتدى يسأل :

تعرف عمر الإنسان على الأرض قد إيه ؟؟
لا .. قد ايه ؟؟
حسب روايات الأديان بترتيب الأزمنة وذكر عمر بعض الأنبياء وبتسلسلهم الزمني .. اجتمعت الأديان على ان عمر الانسان منذ آدم وحتى الآن حوالي 30 ألف سنة .. والعلم يقول ان أقدم حفرية وجدت لإنسان عمرها مليون ونصف سنة !!
......................
فيه آيه في القرآن بتقول : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا.. انت حد عرض عليك حاجة ؟؟
لا
وفي نفس الوقت هتتحاسب عليها
اه
طب إزاي ؟؟ 

....................... 

وهكذا فضل صديقي يديني حاجات كتيرة قوي وانا مش عندي رد عليها .. فضلت أسمع منه لحد ما دماغي ورمت .. كلامه منطقي .. بس فيه معلومات كتيرة ذكرها في النص لازم أتأكد منها .. روحت البيت دخلت على النت وعملت سيرش طويل قوي عشان أتأكد من معلوماته .. وطلع كلامه كله صح .
تاني يوم كنت أخدت قرار الخروج من الدين .. ليس كفراً ولكن مجرد اني أخدت خطوة ورا لحد ما أقرأ وأعرف أكتر .. علقت إيماني حتى أحكم عقلي
قرأت قرأت قرأت .. قرأت في النظريات العلمية والفلسفية .. قرأت لكتاب ملاحدة وكتاب مسلمين .. وتوصلت لحاجة جوايا .. إيه الفرق بين الدين والأسطورة ؟؟ .. الإتنين روايات وصلتلنا بشكل شفهي أو عن طريق كتب .. والإتنين فيهم حاجات العقل لا يصدقها .. ولكن الناس بتؤمن بيها بشكل غيبي .. انا بقى مش هؤمن بحاجة غيبية .. أنا مش هؤمن بحاجة غير لما أشوفها بعيني او بحاسة من حواسي اللي بدرك بيها الأشياء .
قررت إني أكون ربوبي –أؤمن بإله ولا أؤمن بأديان- وكانت ليا فلسفتي الخاصة في عبادتي لربنا .
مع استمرار القراءة .. إبتديت آخد اتجاه جديد .. لقيت ان حتى فكرة الإله نفسها فكرة عقيمة .. وفكرة العبادة فكرة أعقم .. ايه الإله الضعيف دة اللي محتاج عبادتنا .. وظلت أسئلتي المحورية حول ليه اتخلقنا أساساً .. ظلت بلا إجابة
وصلت بعقلي للإلحاد التام .. مفيش إله أصلا .. إحنا جينا كدة أهو .. بشكل ما احنا مش عارفينه .. ولو بالضرورة فيه واجد لكل موجود .. والله موجود .. فمن واجده ؟؟ بس باقي الملحدين كانو مقتنعين تماما اننا جينا صدفة او نظرية التطور او نظرات نشأة الكون ..... الخ .. بس انا مكنتش مقتنع بردو .


في النهاية كونت فكرتي الخاصة عن وجود خالق وليس إله .. والفارق ان الخالق ليس بالضرورة ان يكون معبود "إله" ووارد انه يكون مات .. ودة يفسر عدم وجوده حالياً .. وحتى لو موجود في مكان ما فهو ليس له تدخل في شئوننا .. وإلا مكنش ساب الكوارث دي تحصل .. وجايز تكون الأمور انفلتت من إيده .. وجايز يكون هو زرع بذرة الخلق وساب كل حاجة تمشي بشكل طبيعي .. كل شيء جايز إلا فكرة الإله الإبراهيمي لأنه متناقض دايما ما بين رحمته وعذابه .
وصلت بقناعاتي لمنطقة اللاأدرية .. ودي منطقة بتقول ان ادراك الأمور الغيبية استحالة ان تتم بالعقل لأن مفيش دلائل حقيقية .. وبالتالي مسائل مثل وجود الله لا يمكن ان نثبتها او حتى ننفيها .
استقريت في منطقة اللاأدرية .. بعد حوالي 6 شهور بحث مضني .
في أول شهر خروج من الدين .. كنت متعصب جدا .. كنت حاسس إني اتخدعت طول ال 24 سنة اللي عشتهم .. كنت ناقم على الحياه وعلى الناس وعلى ربنا المزعوم .. كنت حاسس اني انضحك عليا بأسماء زائفة .. كنت كاره كل اللي حوليا .. كنت دائم لإزدراء الأديان .. وعملت أكونت جديد على الفيس بوك بتكلم فيه بشكل غير الشكل التاني اللي على الأكونت العادي اللي الناس تعرف عليه اني مسلم .. كنت بنفث فيه عن غضبي وبشتم وبقول أقذر كلام .
في الواقع ابتديت اتحرر من كل القيود .. شربت خمرة لأول مرة في حياتي .. ابتديت أسب الدين .. ابتديت أفكر في كل حاجة بلا حدود .. مكنش ليا حدود .. بعمل كل اللي نفسي فيه .
نزلت القاهرة .. قابلت ملاحدة ولا دينيين .. اتناقشنا واتكلمنا في كل شيء .. وكنت فرحان جدا .. أخيراً لقيت ناس شبهي
استقريت في القاهرة وكنت طول الوقت بقعد معاهم على القهوة ونتكلم في كل حاجة بلا حدود .. ونشتم في الأديان وفي الرسل .. وكنت مبسوط قوي
قعدت على الوضع دة شوية .. وبعدين لقيت ان الحياه فجأة بتروح سدى .. ومكنتش فاهم .. هو دة الغاية ؟؟!!
ابتديت أبعد عن الجو دة لما لقيت انه بلا طائل ومش هيزيدني حاجة .. لكن انا كنت محتاجه في الأول عشان أنفث عن غضبي .. ولما هديت ابتديت أشوف الأمور بشكل تاني .. ابتديت أفكر في إني مادمت موجود .. فمش مهم إجابات لأسئلتي .. المهم اني موجود .. موجود ازاي مش مهم .. بس موجود .. ومادمت حيّ يبقى لازم أعيش .. وأعيشها صح .
قفلت الأكونت اللي عملته عشان أشتم من عليه .. ورجعت للأكونت الأصلي وكتبت في خانة الديانة Humanism وقررت إني مش هتعامل مع حد بناء على دينه أو فكره .. هتعامل بناء على الإنسانية وبس .
أنا إنسان .. بحب الناس .. مش بأذي حد .. مش بقتل .. مش بسرق .. مش بغتصب .. مش باخد حق مش حقي .. حرياتي الشخصية ملكي أنا .. مش هعمل أي حاجة غير لو عاوز أعملها .. مش هشرب خمرة لمجرد التحرر .. لكن ممكن أشرب بشكل يخليني أستمتع بدون ما أأذي حد .. هساعد الناس .. لأنهم جزء مني وانا جزء منهم بشكل ما .. ولو مفيش إله .. فيه إنسان .. من الآخر .. أنا مؤمن بالإنسان .. لأن دة اللي قدامي بجد .. دة اللي انا شايفه بعيني .. ولامسه بإيدي .. وسامعه بودني .. وشمه بأنفي .. وحاسه بقلبي .. أنا إنسان .
الخلاصة .. لو فيه ربنا .. ولو فيه بعث .. ولو فيه جنة و نار .. أنا واثق إن ربنا دة مش هيكون ظالم .. ومش هيحط عقله بعقلي ويدخلني نار لمجرد ان عقلي -اللي المفروض انه هو اللي خلقهولي- موصلهوش .

أنا إنسان مش بأذي حد بالعكس أنا بساعد الناس وسيرتي بينهم طيبة .. انا متخيل ان لو فيه جنة ونار اني هكون في الجنة .. واللي بيأيد فكرتي فتوى سمعتها للشيخ محمود شلتوت لما قال ان اللي ألحد عن عقل وليس عن عاطفة او كبر .. لن يحاسب لأن عقله هو اللي وصله لكدة .
أنا بحب كل الأديان .. كأخلاقيات .. وبحب كل الرسل .. كناس عندهم رسالة جميلة بغض النظر عن الإله .
وأخيراً .. أنا –وكما قال ابن عربي-

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي .. إذا لم يكن ديني إلى دينه داني ..

لقد صار قلبي قابلا كل صورة ..فمرعى لغزلان، ودير لرهبان ..

وبيت لأوثان وكعبة طـائـف .. وألواح توراة ومصحف قرآن ..

أدين بدين الحب أنى توجهت .. ركائبه.. فالحب ديني وإيماني

ملحوظة هامة جدا

تم كتابة هذه السطور قبل ثلاثة أشهر وكنت قد أجلت نشرها لأجل غير مسمى إلا أنني قد سميته الآن .. فلا داعي أبداً لتأجيله أكثر من ذلك .
ممنوع منعاً باتاً مناقشتي في ما أؤمن به .. يعني مش عاوز حد يحاول ياخد بإيدي ويرجعني للإسلام ولا أي دين تاني وإلا هيسمع مني كلام مش هيعجبه نهائي .
نشرت هذه السطور بغرض الخروج من الإنغلاق الذي أعيشه بإخفاء معتقدي .. والإنغلاق الذي يعيشه البعض بعدم إدراكهم لوجود لادينيين يعيشون معه على هذه الأرض .. وليس الغرض أبدا هي دعوة الناس لترك دينهم .. فلن أستفيد أي شيء من هذه الدعوة .
من يريد ان يتقبلني على هذا الوضع فهو مرحب به وأهلا به في حياتي .. أما من يأبى أن يحترم معتقدي فالأفضل أن يمضي وحسب .

وشكراً


الأربعاء، نوفمبر 21، 2012

مرآه مكسورة


أفتش عن نفسي بين الخطايا
حيث المتعة ذنب لا يغتفر
ولكني .. لا أجدها
فأذهب لأبحث بين الثنايا
فتضيق الفروق والثغر
وأيضاً .. لا أجدها
فأسعى لإصطياد المنايا
علّها ذهبت للجانب الآخر
ولكن الطريق ذو إتجاه أحادي
وقد لا أعود
وحقاً أرغب في العودة
والبقاء والوجود
قد لا أكون
وقد أكون في مكان ما
ولكن نفسي تبحث عنها
كي تكتمل الصورة
فمرآتي مكسورة
والزمن محدود
فإما العيش فيها
أو العيش بها
أو التعايش معها
فالحقيقة .. لا خلود
وقد تبقى الأسماء
وقد تبقى الحكايات
لأمد بعيد
ولكن الأكيد
أن النهاية حتمية
والحقيقة المنسية
أن العدم آتٍ .. وباق
وهذا السم .. ليس له ترياق
وأن الهروب .. موقوت
وأن التصادم .. قادم
لكن المواجهة عبثية
والتصالح مرفوض
لأسباب قوية
والحل بيد الحظ
والحظ بيد القدر
والضعف سمت البشر
وأنا مرهون بالحظ والضعف
أما القوة فمحض تساؤل
هل الحياه بالتواكل ؟؟
أكاد أرى نفسي
بين مأكول وآكل
ويمضي  الوقت
ويقل الأمل
وأفقد الإشتهاء لها
هل حقاً أحتاجها ؟؟
آم آنس بوجودها ؟؟
أم أنني أحبها ؟؟

السبت، نوفمبر 17، 2012

حب مستحيل


بحبك ..
وبحب الحب منك
وبحب الحب فيكي
وبحب وجودي قربك

والحب مني جفا
والحب عندي غموض
وعندي غير نفسي
أصلي مليش حدود

جزء مني حبك
وجزء تاني عشقك
وكلي صرت ليكي
بس أنا مش اللي عندك

أنا إنسان صغير
وكل يوم بتغير
أصل الأصل مني
كان لامع .. بس جيّر

بحاول ألاقي نفسي
فأشرب حاجة تنسّي
وأفوق منها فوق
وأقع على جدور رقبتي

وأصبح وأقول هانت
لحظتها حقيقتي بانت
ومع أول مواجهة
في ديلي وروحت كاتت

أصل المواجهة صعبة
والحب مكنش لعبة
بس الحقيقة سراب
والبيت مطلعش كعبة

الأربعاء، أكتوبر 31، 2012

لمحات على الطريق


لطالما مثلت حياتي بالشجرة التي تهزها الرياح فيتساقط منها الورق الأصفر "الضعيف" ويظل الورق الأخضر "القوي" متماسكاً بالفروع ؛ فجذع الشجرة هو أنا والأوراق هي البشر الموجودين بحياتي ، الرياح هي المشاكل التي أواجهها في حياتي من آن لآخر ، والورق الأصفر هم الشخصيات الغير مؤثرة في حياتي أو المزيفين والذين تظهر حقيقتهم مع المشاكل الحقيقية ، والورق الأخضر هم الشخصيات الحقيقية والمؤثرة بشكل قوي جدا في تشكيل حياتي واستمرارها .
سيظل الجذع هو مصدر ثبات تلك الشجرة ، وإن لم يكن ثابت على تربة قوية فالشجرة حتماً ستؤول إلى السقوط ، وحتى وإن كانت كل أوراق الشجرة خضراء يانعة .. فلا معنى لها إن كانت منحنية او ملقاه على الطريق .
ولطالما كان الجذع مشكلة بالنسبة لي .. فهل عمري ما مضى من زمن على ولادتي فعلا أم أن عمري الحقيقي هو بداية اكتشاف الحياه على حقيقتها والتي لم مضي عليه اكثر من عام ونصف ؟؟!!
أميل لتصديق ان عمري هو المتوسط المستحيل بين الإثنين .. وبالتالي لا أستطيع تحديده بدقة ، ولكن لن يكون معرفة عمري مؤثراً ، ولكن تأثير ما تعملته على تشكيل شجرتي هو الأهم .
إذن فالجذع هو نفسي التي بنيت على خبرات وتجارب وتعليم واحتكاك بالبشر .. وهاهو يحيرني بشكله الغير متناسق والمبني على تناقضات عدة فوق بعضها وجروح لم تعالج وأبعاد نفسية متباينة .
وكما للشجرة أصل "جذع" فلها فروع وهم الذين يحملون الأوراق .. ولا حياه للأصل بدون الفروع والعكس صحيح ، وهذا يعني ان عليّ تقليم شجرتي بإستمرار للحفاظ عليها من تآكل أوراقها من خلال زحف الأوراق المريضة على الأوراق الخضراء .
يحضرني هنا حالتان أعيشهما في تلك الأيام
الأولى : وهي الجذع
فإن تداخل التجارب في تلك الفترة الحرجة التي أعيشها جعلني أعيش حالة من التناقض البشع بسبب تراكم الأحداث دون تنقية ودون تحليل ودون إدراك ، فأعيش يوماً بفكر ويوم بآخر دون المقارنة المطلوبة بينهم للوصول بأحدهم إلى بر الأمان .
لذا أعيش تلك الأيام في أزمة هوية ، أتعرض لمواقف تطلب تصرفاً فأجدني أعطيها آخر متناقض ، ويتسبب هذا في مشاعر متضاربة حول التصرف ، فجزء مني يرتاح وآخر يتصارع من أجل فرض هيمنته على الموقف فينقلب الجزء المستريح لجزء متصارع على شيء قد تم بالفعل ، وهنا يكون الكيان "الجذع" في حالة إنقلاب مستمر فهناك رئيسان في مركبه فيكون الحال أحياناً أن يتوقف المركب تماماً .
الثانية : وهي الأوراق
ففي المطبات الحياتية تهتز عربتي لتتطاير منها الأجزاء الغير متماسكة ، وفي شجرتي كثير من الأوراق التي سقطت مؤخراً ، وقد نمت أوراق أخرى ، المشكلة أن داخلي لازال يفكر بالأوراق المتساقطة مني ، وهل سقطت فعلاً بسبب ضعفها أم بسبب عدم تمسكي بها ؟؟ وهل كانت صفراء أم خضراء ؟؟ وهل سقوطها سيؤثر على شكل شجرتي أم لا ؟؟
يترائى لي أحياناً أن مشكلة "الجذع" سبباً رئيسياً في نمو أوراق غير متكاملة أصلاً ، وأغلب الظن أن الأوراق الساقطة في تلك الفترة نتجت عن نموها المشوه نظراً لتشوهات الجذع الأصلية .
إذن .. الجذع هو الحل

السبت، أكتوبر 06، 2012

تمام النقصان

حين وقف على شباك الدفع في ذلك المطعم المشهور في وسط القاهرة .. لم يتخيل أن اللحظة التالية ستشهد إحدى تحولاته النفسية العميقة .. فها هو يقف ماداً يده بورقة من فئة العشرين جنيهاً طالباً ما ظن أنه يسمن أو يغني من جوع .. وفي أثناء وقوفه في طابور الجائعين من ذوي الأموال .. وآخرون مجرد مشاهدين ينتظرون مساهمة من إنسان نادر الوجود في تلك البقعة .. في تلك اللحظة تحديداً وقعت عيناه على عيناه .

لم يدرك كيف أن مرآه وجدت فجأة بقلب طابور الجائعين لتعكس صورة عيناه فقط .. وللحظة التي مرت دهوراً نام مغناطيسياً .. وغاص في بحور شفافة تكشف عن مكنوناتها وكنوزها المدفونة في أعماق سحيقة يرى أدق تفاصيلها .. وحين قرر الإبتعاد بنظره مليمتراً واحداً إلى الوراء .. إكتشف أن محجر تلك العينان ليسو لوجهه .. وإنما لوجه آخر .. قطعة من لوحة فنية لم ترسم بعد .. قد ترسم يوماً وتباع بمليارات من الجنيهات .. وجه أبى أن يكون هناك مثيلاً له .. وجه يعكس كل ماهو فاتن .. يحمل أكثر عينين جاذبية رآهم في حياته بأسرها .. سواد عينيها الواسعتين يشي بقلب ينبض داخل عينيها .. يكفي النظر إليهما أن يأخذك إلى أبعد الآفاق .. ورموش تقف مائلة بأطراف تحمي مليكتها من أي هجوم من عين كاسرة .. يليها حاجبان ليسو بالرفيعان أو السمينان .. ولكن دقتهما توحي بمهارة خالقهم .. أسفل العينان أنف نهم للتنفس والحياه .. وأسفله فم مكتظ الشفاه .. قد خرج لتوه من فرن الخلق عليه ماركة مسجلة Kiss .. إستدارة الوجه تقول : أنا الأنثى الأصل .. أنا البداية .. من لم يعرفني .. لم يعرف شيئاً في حياته .. ومن لم يبتدأ بي .. سينتهي في اللحظة التالية .
يا أستاااااااااااذ
كان هذا صوت الكاشير يطلب معرفة ما سوف يطلبه .. إلا أنه كان قد نسى .. وقد نسى أصلاً أنه جوعان .. إلا أنه قد طلب ما يأكله عادة .. وأخذ تذكرته كي يطلب بها طعامه من الطباخ .. ووقف في طابور آخر وعقله لازال بالخارج في طابور الجائعين .. أما قلبه فقد فارق جسده منذ اللحظة الأولى .. ووجد نفسه وقد أصبح عقل مشوش وجسد يعمل بشكل ميكانيكي بلا قلب يشعر ولا روح تغذي .. فقد فارقته الروح وأبت إلا وأن تظل مع البداية .. كي لا تخسر اللحظة التالية .
بعد أن أخذ طعامه .. خرج يبحث عن روحه .. إلا أنه لم يجدها .. وكأنها تبخرت فجأة كما وجدت فجأة .. ليست روحه .. وإنما الأنثى الأولى .. الأنثى الأصل .. الأنثى التي جعلته على يقين بأنه لم أرى إناثاً في حياته قبلها .. ماذا يفعل الآن وكيف يسير بلا روحه وقلبه ؟؟ .. وكيف يعود لأرض الواقع بعد أن طار بسماء الوجود السرمدي ؟؟ .. وكيف يكمل المحدود طريق اللامحدود ؟؟ .
تراه أحبها ؟؟ .. وكيف يكون الحب في لحظة .. هل هذا ما يطلقون عليه "الحب من أول نظرة" ؟؟ .. وكيف له أن يعيش بدونه ؟؟ .. نعم بدونه .. فما رآه فيها لم يكن إلا هو متجسداً فيها .. فحينما تتلاقي الأرواح المتشابهة .. هذا يعني أنها كانت نفس الروح في عالم آخر .. وانشطرت بلعنات الحاقدين .. وتلك اللحظة ما كانت إلا لحظة تلاقيها بالصدفة المعدة مسبقاً من سيد الأقدار العظيم .
لم يجد المأسوف على حاله سوى أني يعود مرة أخرى للقهوة التي كان يجلس عليها كيف ينهي ما بدأه في رحلة الطعام المشئومة .. التي جعلته يدرك ما كان ينقصه .. وحين وجده .. تم النقصان بإنسحاب نصفه الأصلي"كيانه" مع نصفه الآخر "هي" .. فالآن هو نفسه أصبح سراب .. أصبح لا شيء .
وحينما جلس على كرسيه .. ووضع طعامه على المائدة .. صرخت في وجهه : إنت أخرت كل دة ليه ؟؟ .
ما كانت هذه سوى زوجته التي وعدها بالخروج يوم أجازته على القهوة ليستعديا معاً أيامهم الأولى في تعارفهم .

الخميس، أكتوبر 04، 2012

وجع البحر



في المبتدى
ببدأ يومي بالبسمة
وأتمشى حافي عالرملة
يرمي البحر شباكه
توقعني موجة عالية
فاسأل نفسي
العيب في البجر .. ولا فيا ؟؟
وأنشف هدومي وأقوم
توقعني موجة تانية
ويتكرر السؤال جوايا
ونظرات البحر ليا
ساكتة ومش بتجاوب
مالك يا بحر عاند ؟؟
وليه رسولك الموج
بيحاربني وأنا مسالم ؟؟
وماشي مآمن

-------

يا بحر دة أنا موجوع
وبقاوح وبقول مكمل
يضربني موجك المسروع
لإمتى هقدر اتحمل ؟؟
بشكيلك يا بحر موجك
والرغوة على خدودك
دة الحلم ما يخلا منك
وكل يوم بنزلّك
أشكيلك يا بحر حالي
وأنعم بجلوسي قربك
دة الهم شاغل بالي
وبهرب وباجي جنبك
يا بحر ليه بتقسى ؟؟
دة أنا مش قادر أنسى
وجيتلك شايل همومي
تنسفلي ميت مرسى !!
قولي يا بحر مالك ؟؟
وإيه اللي جرالك ؟؟
جرب وأنا هسمعك
يمكن أقدر أسعدك

----------

اييييييه يا مسكين
صُعب عليا حالك
هحكيلك وأريح بالك
أنا هنا بقالي كتير
ملايين السنين
وشوفت حاجات ياما
متخطرش في خيالك
صراعات حيوانات
صراعات بني آدمين
وياما حويت ناس
ياما شفيت ناس
وما لقيت منهم
غير عدم الإحساس
كله بيجي يحكي
كله بيجي يشكي
ويمشو مرتاحين
وأشيل الألم وحدي
ملاقي حد قربي
بالغدر مليانين
شيلت على قد ما وسعت
وريحت على قد ما ريحت
لكن الضغط طال
وإني أشكي ... محال !!
وياريتني في مرة أنطق
وأقول إكتفيت
ما بيدي غير الموج رسول
بيني وبين البشر .. يحول
ما بدي أسمع تاني
حكاياتهم تاعباني
وأنا بتعبي .. مليت


--------

روح يابن آدم
شوفلك حضن غيري
وسيبني هنا في حالي
كافي شري خيري
الحال يروح محال
والهم صال وجال
وما يحويك غير
قبر في الوحال
راح يسمعك ليوم الدين
والخلق عنك مشغولين
وقتها بس تعرف
إن العمر أقصر
وان الكون أكبر
من أي سمع
ومن أي وجع

الأربعاء، سبتمبر 19، 2012

قصيدة غير منتهية

كدبتي عليا .. وصدقتك

لأني كنت عاوز أصدقك

عطشان ونزلت بحرك

ومهمنيش ملوحة ميتك

المهم اني أشرب

وشربت بس مارتويت

أصله مكنش من كفك

سافرت بس ما وصلت

وكبرت بس ما كبرت

أصل الزمن وقف عندك

أكلمك تفرحي

وأزعلك تزعلي

لكن قلبي دايماً مطرحك

بتدخلي تلعبي

وأسندك لما تتعبي

ولما أتعب أنا

ألاقيكي في قلب غيري

وقلب تاني يحضنك

أحزن أنا .. أغضب أنا

تقولي .. مكانك مش هنا

وتقربي .. لما أحاول أبعدك

قتيلك أنا .. ذبيحك أنا

بقولها من أول السنة

والسنة تمر لحظة في قربك

واللحظة تطير كأنها مجتش

ولو تيجي تقتلها كلمة منك

مشكلتي اني مبندمش

ولو هندم ماراح أندم

على حلم وجودي جنبك

الحلم كان جميل

ومركبي غرق في النيل

والذنب اني عشقتك

يا ريتني ما كنت شوفتك

يا ريت الليل كان طال

يا ريت القلب ما كان مال

آه يا قلبي يا حمال

وجعتني .. الله يسامحك

لو كل الورق ورقي

ولو كل البحار حبري

ما راح يكفي وصفك

وما راح يكفي قصتي .. وقصتك

كفاية عليا جرحي

وكفاية قولة الآه

والشوك اللي في قلبي

من ورد جنتك

طردتنيني من الجنة

من قبل ما أدخلها

وأنا حالف لأدخلها

بس حلفاني باطل

وعلى الصيام مش قادر

طب أعمل إيه يا عمري

قبل ما يخلص عمري

وأنا واقف .. على باب قلبك

ركوع وركعت .. سجود وسجدت

ومن سهام رموشك .. إنصبت

والدم غرقني .. وتعبت

كلامي مش هيخلص

وهمومي مش هتنقص

ورسالتي مش هتوصل

لأن اللي جوايا منك

واللي منك ما راح يروح

ومهما طال البوح

قلبي هيهتف بإسمك

ومهما طال عمري

هيفضل مرهون بعمرك

وبردو .. مش هيخلص



الثلاثاء، سبتمبر 18، 2012

لا أدري

لا أدري .. فقط لا أدري
ولا أدري إن كان مذهبي .. لا أدري
أو أن قدري كان .. لا أدري
أو أن الله في السماء .. لا أدري
أو أن القلب يدرك .. ويدري
فالعلم .. لا أدري
ودراية عقلي .. لا أدري
أحبها .. لا أدري
هي نفسها .. لا تدري
لكن الحياه تجري
ولا تدري


الثلاثاء، يوليو 31، 2012

بين ماضي مؤلم .. وحاضر أسود .. ومستقبل مجهول



تنتابني الحيرة كلما فكرت في حالي .. أنا المجهول الهوية المجهول الإنتماء المجهول المعتقد

عشت ماضي مؤلم .. أحاول نسيانه .. أنجح أحياناً وأفشل كثيراً .. وتمضي الحياه .. به أو بدونه .. لكن مؤكد أن النبش في القبور يعكر صفو الهواء النقي بعفن الجثث المتآكلة .. ومؤكد أن إسقاطات الماضي من خبرات وتجارب قاسية تعكر على الحاضر والمستقبل صفوهم .. فها أنا ذا كلما مررت بتجربة أتذكر مثيلتها بالماضي مما يوقفني كثيراً حتى يفقدني متعة التجربة والحياه .

وأما عن الحاضر .. فهو واقع أسود .. ويتمركز سواده أنه ثابت لا يتغير .. تلهينا الحياه كثيراً عن ذلك السواد بقليلاً من الرمادي .. ويحيد الثبات عن موقفه في بعض الأوقات بقليلاً من الإنحناء .. ولكن حتى هذا الحياد غير ثابت .. يأتي ويذهب بغير إنتظام .. يقولون أن دوام الحال من المحال .. ولكن يبدو أن كما لكل قاعدة إستثناء .. فهذا هو إستثناء قاعدة التغيير في هذا الحاضر الملعون .. فها هو ثابت السواد .. حتى بدرجاته الرمادية الغامقة والقليلة جداً .. ومن المضحك أن تعلم أن الحاضر لا تستطيع الإمساك به أصلا .. فهو اللحظة التي تلي الماضي أو تسبق المستقبل  بلحظة أو أقل .. فهو قد يكون مستقبل وقد يكون ماضي .

وأما المستقبل .. فهو مجهول .. والإنسان دائماً عدو ما يجهل .. كما أنه مرهون بالواقع الأسود والماضي المؤلم .. وكما أن الألم توأم الذاكرة .. فإن الماضي توأم الحاضر .. والمستقبل وليد لقيط .. بين ماضي يرفضه .. وحاضر ينكره .. فأي مستقبل هذا الذي ينتظرنا .. إنه عدو محصن بأسلحة تفوق قدراتنا على التخيل .. وعلينا أنا نحاربه ونحن لا نعلم عنه شيء .. في حين أن أسلحتنا لم تنقلنا أصلا من الماضي للحاضر .. الواقع أنها تعيدنا إلى الماضي مرة أخرى .. لذلك .. يظل المستقبل هو سيد الموقف حتى الآن .. هذا السيد الغامض الخاضع له كل البشر .. المسيطر علينا من سماوات سبع بعقيدة غيبية قادرة على إخراس كل الأصوات المخالفة له بما لا يملوكونه من أدلة تجعلهم يقفون أمامه .

وبين الماضي والحاضر والمستقبل أقف كمن يقف على مفترق طرق كلها أكثر إيلاماً من بعضها .. وعلى ما يبدو أن رفاهية الإختيار غير موجودة في هذه الحياه .. وأن القدر حقيقة .. ويبدو أيضاً أنه قد كتب بمداد أسود لا يزول بزوال الأيام .. أو أنه كالعنقاء .. يزول ليظهر بدلاً منه أضعاف من الأقدار الحمقاء القاتلة لكل طموح لدى الجنس البشري .. أو على الأقل العربي .
وهنا .. ينجلي إلى الوجود سؤال مهم : ما هي فائدة الحياه ؟؟

السبت، يوليو 21، 2012

تسلل


غرفة مظلمة
جدران حمراء
لا .. سوداء
في منتصف الغرفة
أجلس كالقرفصاء
أنظر في اللاشيء
كالبلهاء
تطير ذبابة في الفضاء
وتهبط على أنفي
وتقف أخرى بجانبها
فأتركهم طلقاء 
 
نافذة مربعة
في منتصف الحائط
منزوعة الطلاء
يتسلل خلالها
غبار وأتربة
وحرباء
وعناكيب وسحالي
وحشرات
وأشلاء
وروائح البركة العفنة
وأصوات الجيران المزعجة
ودموع البكاء
ووريد يلقي بدمه الفاسد
وبالوعة مجاري مفتوحة
وعصا معلمتي .. هناء
وقليل من ورق أخضر
مطحون بداخل أبيض
ودخان بالأنحاء
وصرخة فتاة تغتصب
وفوران جرح ملتهب
ومذبحة بالفناء
وقيثارة مقطعة الأوتار
وورد ذابل منهار
وكثير من الدماء
وأرض بور
وجثث الحور
ونشرة الأنباء
وهجوم النسور
وحريق الغور
وحبوباً زرقاء
وعلامة استفهام
واختناق زحام
وكرسي في الخلاء

------

الغرقة قلبي
والنافذة جرحي
والباقي أشياء
دخلت عنوة
وأخذت غفوة
وطالت في البقاء
 
هذا حالي
وفكري الخالي
من حل للبلاء

حورية البحر

البدايات .. لعنة كل قصة

أسير على شاطئ البحر .. ألهو بيداي في جيوبي الفارغة .. المثقوبة .. محني الرأس .. من حين لآخر أقوم بركل اللاشيء .. وأركله في غيظ أحيانا .. وبرقة أحيانا .. أقف لحظات لأتابع مشهد ما .. طائر النورس يصطاد الأسماك الملعونة .. سفينة عملاقة على خط الأفق تخرج منها الأشباح .. غواص في حضن البحر يبحث عن قوته .. أو حلمه .
يلسع شعاع الشمس جلدي فيقوم رذاذ الماء بتلطيف الحرارة .. وحين أصل لمنطقة الصخور على الشاطئ .. أجلس حيناً .. أتابع خط الأفق السرمدي .. وأرى ما أرى .
قطاراً يسير الهويني على قضباناً من زبد البحر .. جرار وثلاث عربات .. تتصاعد أعمدة من بخار الماء الساخن من مدخنة القطار وتعلو حتى السماء مكونة قوس قزح .. تلهو الدلافين حول القطار .. وتتقافز أعلاه من حين لآخر ..  تلمع أضواء من داخل عربات القطار .. هناك إحتفال ما يدور بالداخل .
أراقب الموقف في وجم .. ولم يعنيني ما أشاهد من مشهد خيالي .
فجأة .. يحيد القطار عن مساره .. ويتجه نحو الشاطئ .. يقترب القطار وأنا لازلت في وجومي .. ترفعه الأمواج تارة وتنزله تارة أخرى حتى يختفي بين الأمواج .. وإذا به يتوقف عند الصخور .. وتنفتح أبوابه .. حينها فقط إهتممت بالنظر داخل هذا القطار السحري .
دخان متلون بألون قوس قزح يخرج بكثافة من عربات القطار .. الرؤية غير واضحة .. الفضول داخلي يتزايد .. أقترب من العربة الأولى .. أسمع صوتاً يناديني بإسمي .. أدخل وسط الدخان وأنا أتحسس الجدران .. يزول الدخان تدريجيا حتى الدرجة التي تسمح لعيني برصد منتصف العربة فقط .. وهناك .. رأيتها .
سمكة لا أعرف تحديداً نوعها .. ولكن يكسوها لون وردي باهت حزين ..  السمكة في منتصف العربة .. تتقلب على جوانبها من حين لآخر .. وقفت مدهوشاً ومشدوداً .. اقتربت منها في توجس شديد .. خوفاً عليها .. وكدت أنا أترك العربة وأخرج .. لولا أنا سمعتها تناديني بإسمي .. وهنا فقط كسرت الحواجز وجريت ناحيتها .. حملتها بحنان على كفي .. نظرت لي بعين ناعسة .. حالمة .. ونادت إسمي مرة أخرى .. خفق قلبي بشدة حتى كاد أن يتوقف .. احتضنتها بين ذراعيّ .. وبحث عن أي مصدر للماء كي أحفظ رئتيها من الإنهيار بسبب الهواء العادي .. وجدت حوضاً زجاجيا لا بأس به .. مملوء بالماء .. وضعتها به دون تردد .. ولم أعلم لماذا لم أخرج من القطار  وأحررها في ماء البحر ... ويبدو أن هذا السبب تحديداً هو الذي جعلها تختفي فجأة حينما غفلت عنها للحظة واحدة !!!!
تحسست طريقي وخرجت من العربة الأولى .. أفكر ملياً في ما حدث .. ولما إختفت سمكتي .. وقته لم أجد أي تفسيرات منطقية .. ولسان حالي يقول : مابال المنطق بقطار سحري يمشي على الماء .
وحين كنت أفكر فيما حدث .. سمعت أصواتاً عديدة تخرج من العربة الثانية .. اقتربت متوجساً .. سمعت من جديد أصواتاً تنادي عليً .. تذكرت سمكتي .. وقررت البحث عنها بداخل العربة الثانية .. دخلت وسط الدخان الكثيف متحسساً مرة أخرى طريقي .. وقبل الوصول لمنتصف القطار .. إصطدمت بجسم لين .. وإذا به حصان البحر .. وكانت تلك أول مرة أراه في حياتي وجهاً لوجه .. سرحت عينايّ في شكله الجميل الودود - لدرجة أني نسيت كيف يقف في الهواء وهو كائن بحري - .. ناداني بإسمي .. فاقتربت .. ولكن اكتشف ان مصدر الصوت من الجهة الأخرى .. وحين إلتفت رأيت سمكة البهلوان بألوانها الزاهية الرائعة - وأيضاً تقف بشكل ساحر ما -  مشهدها أنساني كثيراً من همومي المتثاقلة على قلبي .. وحينها نادتني مجددا بإسمي .. وحينما اقتربت منها وجدت ان مصدر الصوت جهة أخرى .. توجهت ناحية مصدر الصوت لأجد سمكة أبو سيف هادئة في مكانها .. نادتني بإسمي مجدداً .. اقتربت منها .. وفي لحظة مفاجأة .. جرت نحوي السمكة شاهرة سيفها المدبب بإتجاهي .. جريت مبتعداً إلا أنني وجدت سمكة البهلوان وحصان البحر يسدان عليّ طريقي .. فجريت مبتعداً عنهم .. ولكني تهت في طريقي .. حتى أنني لم أجد طريق الخروج من العربة .. جلست على الأرض أغطي رأسي بذراعي .. منتظراً مصيري المحتوم .. فوجئت بيدٍ تسحبني من يداي وتطير بي فجأة خارج العربة .. وبسبب الدخان الكثيف لم أرى من قام بهذا .. وحينما خرجت من العربة أجبرت آشعة الشمس القوية حدقتاي أن تنغلق عن آخرهما لتصيبني بعمى مؤقت يجعلني لم أرى سوى ظل منقذي وهو يدلف إلى العربة الثالثة .
ناديته .. ولم يجيبني .. جريت خلفه .. ولكن كنت في غاية الخوف من الدخول للعربة الثالثة .. خوفاً من صدمة جديدة مثل فقدان سمكتي الأولى ومثل الهجوم الأخير .. ناديته .. يا منقذي .. أين أنت .. سمعت صوتا ضعيفا جداً لم يجعلني أتيقن إن كان ناداني أم أنه يجيب ندائي أم أنها مجرد هلوسة .. وهنا .. سمعت هدير محركات القطار يعلو فأيقنت أن القطار سيتحرك .. وبدأت أبواب القطار في الإنغلاق .. وفي جزء من الثانية دارت في عقلي كثيراً من المعادلات التي نتج عنها قراري بدخول العربة الثالثة مخاطراً بأن يبتلعني هذا القطار إلى الأبد .. وبالفعل جريت إلى داخل العربة الثالثة قبل أن ينغلق بابها ويتحرك القطار إلى وجهته مجدداً ناحية الأفق السرمدي .
هذه المرة كان الضباب أقل كثافة من سابقيه .. وإن كانت الرؤية لا تزال غير واضحة .. ومع تعمقي في السير داخل العربة .. وجدتها .. حورية البحر .

جمدت في مكاني .. اتسعت عيناي عن آخرهما .. فتحت فمي وأنا أشهق .. خانتني قدماي فوقعت على الأرض .. إلى أنني قبل أن ألامس الأرض .. وجدتها من تحتي تستقبل وقوعي بين أحضانها .. نظرت في عينيها الخلابة .. تهت في كون ساحر .. أضواء تعمي بصري وتقوي بصيرتي .. شعرت بأصابعها تلعب في شعري .. وأنفاسها الحارة تدفئ جسمي البارد وتعيد لدورة الحياه رونقها بداخلي .. مالت على رأسي وطبعت قبلة هادئة على جبيني .. انتابت جسمي قشعريرة حياه .. شعرت بهاله من الروح تحيط بي .. شعرت بجلدي تتفتح مسامه عن آخرها وتتنفس .. همست في أذني بإسمي .. فذاب كل ما كان صلباً بي .. وتلامست شفاهنا .. وتحول التلامس لعناق شفاه .. وغاص جسدي في كيانها .. وغاص كياني في جسدها .. وبعد حين .. غاب عقلي بأكمله عن الوجود .
فتحت عيني .. ومرة أخرى أجبرتني آشعة الشمس أن أغلقها .. وجدتني نائماً على الشاطئ .. قمت من رقدتي أبحث عن قطاري السحري .. إلا أنني لم أجده .. ألقيت بجسدي كله على الرمال .. أبكي .. أبكي بحرقة .. أصدم رأسي في الرمال .. أنظر للبحر وكلي حسرة .. أنادي بأعلى صوتي .. أين أنتي يا حوريتي .. أكان كله حلم  ؟؟ .. حلم جميل .. لن يتكرر .. من جديد أصدم رأسي في الرمل كالنعام .. وأمكث في هذا الوضع هنية .. ولازالت دموعي تروي الرمال .. وحين فتحت عيني وجدتني أنظر إلى قدم .. قدم رقيقة .. قدم نسائية .. قدم إمرأة .
رفعت رأسي وإذا بي أنظر إلى حوريتي .. ولكنها في ثوب آدمي .. فستان أحمر اللون .. وجدتها تنظر إلي نظرة تسائل عن سر بكائي .. لم أتكلم .. ولم أجاوب عيناها .. ولكني توقفت عن البكاء .. وقمت من على الأرض .. ونظرت ملياً في عينها .. وأخذت يدها فقبلتها .. وهي مستسلمة لما أفعله .. أخذتها في حضني .. فلم تنهرني .. جربت أن أغمض عيني وأفتحها .. وحين وجدتها لا تزال بحضني .. علمت أنني لا أحلم .. وأنني أحضن حوريتي .. حوريتي .

الأربعاء، يوليو 11، 2012

خواطر 3



لقد كُنت الحبيب .. وكُنت المحبوب
وكُنت الإله .. وكُنت العابد
في المُنتصَف .. كان القلب صامت
يُراقب
وفي لحظة
أصبح الكُل قَلباً .. والقلب كُلاً

-------------

طَغت الحواس على الأحداث
وثارت المشاعر على الكَلمات
وأدلى العقلُ بتَصريحات
فقال :
إنتهى عَصر الأرقام
وزالت واقعية الأقلام
واجتزنا خطر الأزمات

------------

اهتز جَسدي
لإجتماع أعضائه
فقد قررو إسناد مهامهم
لأتقى أتقيائه
قلبه
الفارس الخائض لجميع حروبه
المنتصر على جميع أعدائه
وخاصةً عدوه الّلدود
عقله

-----------

سلَّمت نَفسي إلى قلبي
بكامل الرضا والخضوع الحر
وألقيتُ في البحرِ عقلي
مُتأرجحاً .. ما بين مدٍ وجزر
وأقنعت بالتسليم جسدي
فسلّم وباشَ وزال المُر
وعالج القلب جُرحي
فصار الكُل جُزءاً .. وصار الجُزء كُل

الاثنين، يوليو 09، 2012

قطار الحياه


لا أتذكر كيف بدأ هذا اليوم .. كل ما أتذكره هو أنني جالس في العربة الأخيرة من القطار الليلي المتوجه إلى الأسكندرية .. يجلس أمامي شخص هادئ الملامح .. خفيف اللحية .. يزحف الصلع على رأسه .. يجاوره شاب أسمر .. صامت .. تتدلى سماعات هاتفه من رقبته .. ويجاورني رجل في العقد الخامس .. يتدلى كرشه على فخذيه .. وتصرخ عيناه بنظرات أمنية صارمة .. علمت فيما بعد أنه يعمل في جهاز أمني .
عربة القطار تعج بالمسافرين لأماكن مختلفة وأهداف متنوعة .. فهناك مجموعة من الشباب يغنون بصوت عالي ويقرعون بالطبل على مقاعد القطار .. وقد حاول رجل ملتحي كبير السن أن ينهرهم مرارا وتكرارا ويوعدهم بجهنم إذا استمرو في فعلتهم .. ويظل رد فعلهم دائما ان يعلو بأصواتهم أكثر تحدياً له .. وقد علمت من أحدهم أنهم قد أنهو فترة الخدمة العسكرية ويحتفلون بذلك .
وهناك مجموعات تتحدث في السياسة .. وهناك أناساً نائمون بشكل مزري .. وهناك من يقف على باب القطار ويدلي جسمه بالكامل خارجه .
توقف القطار في بنها .. ودلف المسافرون أفواجاً .. كانت هناك بين المسافرون الجدد سيدة في الأربعين من عمرها .. حدثني ضميري بأن أدعها تأخذ مكاني .. فردت خلاياي العصبية على ضميري بأنها منهكة جداً ولا طاقة لها بتحمل الوقوف حتى الأسكندرية .. ويبدو أن الحوار بين ضميري وخلاياي العصبية طال حتى أن السيدة قد وجدت متطوع بالفعل قد قام وترك لها مكانه .. إبتسمت لنفسي في استحياء .
وسط المسافرون الجدد أيضاً كانت هناك مجموعة كبيرة من الشباب الذين دخلو العربة بكثير من الهرج والصوت العالي .. يرتدون الشورتات وملابس البحر .. وقد علمت فيما بعد أنهم ذاهبون للأسكندرية للتصييف .. غير ان نوعاً من الصراع قد نشأ بين تلك المجموعة والمجموعة التي أنهت خدمتها العسكرية .. تمحور الصراع في الأعلى ضجيجاً وإحتفالاً .. وكانت مجموعة بنها تنظر بكثير من الإستخفاف بالمجموعة الأخرى وتدعوهم بالفلاحين .. وازدادت حدة التنافس إلى أن انفجر أحد الراكبين يصرخ في وجوه المجموعتين بأن يصمتوا حيث أن الناس عائدين لبيوتهم منهكين من أعمالهم .. ولم يجد الرجل  المسكين من المجموعتين رداً سوى علو صوتهم أكثر .
وفي وسط كل هذا كنت أضع سماعة هاتفي في أذني كي أعزل نفسي عن العالم وحاولت أن أنام قليلاً .. ولكن هيهات .. وحين فشلت في النوم وجدت بائع شاي يمر بجانبي ناديته وأخذت كوباً من أردئ ما تذوقت في حياتي .. لم يكن شاياً .. أو كان شاي ولكن تم عمله بماء غير عذب .
الغريب أن مفعوله كشاي قد بدأ يعمل ووجدت نفسي أفيق قليلاً وأنتبه وأرصد ما يحدث حولي بدقة .
مر بائع آخر بجواري يبيع مسليات من الفول واللب .. وقد قام الشاب الأسمر الجالس أمامي بشراء كيساً من اللب .. وقد خالف ظني السيء حين ظننت أنه سيقوم بإلقاء القشر على الأرض .. إلا أنه أخرج كيساً فارغاً وقام بإلقاء القشر فيه .. مرة أخرى ابتسمت لنفسي في استحياء .
قام الشاب الأسمر بتوزيع قليلاً من اللب علينا .. إلا إنني رفضت .. لا أدري لماذا ولكن على الأرجح أنني أستحي أن آخذ شيئاً من الغرباء .. وعللت للشاب رفضي بأن ملوحة اللب سوف تعطشني وأن الجو حار أصلاً .. فلا داعي .. وهنا فوجئت بالرجل ذو الكرش والنظرة الأمنية يناولني زجاجة من الماء .. مرة أخرى رفضت أن آخذها .. ألح علي في نوع من الإستعلاء !! .. ولكنني رفضت مجدداً .. تحولت النظرة في عينيه إلى نظرة تقزز وأعاد الزجاجة إلى جانبه ولسان حاله يقول لنفسه أنه مخطئ أصلاً في عرضه .
لازالت المجموعات المتنافسة على الأعلى ضجيجاً مستمرة في المنافسة .. تهدأ أحياناً لتستريح .. وتعود مجدداً في صوت أعلى .. في الكراسي الخلفية لمجموعتي .. يجلس أربعة شباب يتحدثون حول الثورة ما بين اتهامات متبادلة واتفاقات نادرة .. وللأمانة لم تكن أصواتهم مزعجة بقدر المجموعات الأخرى .. إلا أن الرجل ذو النظرة الأمنية قام فجأة وإلتفت ناحية تلك المجموعة وأخذ يصيح فيهم أن يصمتو وقد استخدم في صياحه تعبيرات مهينة للشباب حيث انه اتهمهم انهم شباب "فاضي" لا شيء يشغله وانهم يتعبون الناس العائدة من عملها وانهم "صدّعوه" بأحاديثهم .. وهنا قام أحد الشباب بالرد عليه بصوت عالي مذكراً إياه بأن كلامه مهين وعليه أن يسحبه ويعتذر عنه .. حيث أنهم شباب مجندين ويؤدون خدمات تأمينية وأنهم مشغولين أكثر منه ومتعبون أكثر منه حيث أنهم يسهرون على خدمة وتأمين الوطن - حيث أنهم لازالو في فترة الخدمة العسكرية - بينما هو لايفعل شيء سوى الصراخ في الناس .. وأنه لم يحاول أن يردع الشباب الذين يغنون بأصوات مرتفعة وبدلاً من ذلك أخذ يصرخ في وجوه الهادئين أصلاً .. من باب "مقدرش عالحمار فبيتشطر عالبردعة" .. واحتد النقاش بينهم فقام الشخص الملتحي الجالس أمامي بالقيام للتهدئة بين الأطراف وقال للشاب حديثاً عن النبي فيما معناه أن للجار حق وأن عليه أن يهدئ من صوته لحق جاره المتعب عليه .. وبالطبع لم يقتنع الشاب وظل يبرر موقفه بأنه يهون على نفسه مشقة السفر المتعب أصلاً .. وأنه منهك أكثر من ذلك الرجل .. ودار النقاش دقائق معدودة إلى أن جلس كل منهم بعد أن قدما الإعتذارات المتبادلة لبعض ودعو لبعض بالهداية .. ومجدداً .. إبتسمت لنفسي في استحياء .
وصل القطار إلى طنطا .. وقد نزل كثيراً من الركاب .. وفي هذه الأثناء رأيت رجلاً قد دخل حمام القطار - المعروف جداً بقذارته - ولم يلبث سوى ثانيتين بالظبط وخرج مرة أخرى .. وقد عاد إلى مكانه دون أن يقضي حاجته .. ذكرني هذا بحاجتي المريعة لإفراغ مثانتي التي لم تستمع بهذه العملية منذ أكثر من ثلاثين ساعة .. فقمت مسرعاً إلى الحمام ذاته الذي دخله الرجل .. حين دخلت كان في ظني أنني سأرى مكاناً قذراً وحسب .. إلا أنني نلت صدمتين .. الأولى أنه لم َيكن هناك أي أبواب لهذا الحمام فتعجبت وخرجت - في الثانيتين نفسهما اللتين استغرقهما الرجل الآخر - ليدخل الحمام المقابل وحينما دخلت أخذت الصدمة الثانية .. نافذة الحمام غير موجودة .. بالأحرى كانت عبارة فتحة مربعة في جسم القطار ينظر من خلالها إلى المحطة التي يرقد الركاب على رصيفها ينظرون داخل الحمام وخارجه .. وقفت للحظات أفكر .. مثانتي تؤلمني .. أخذت أفك في حزام بنطالي تمهيداً للقيام بها .. وأخذت أتصبب عرقاً من الموقف .. وخصوصاً بعد ما وجدت سيدة تجلس على الرصيف وتنظر لي وتبتسم إبتسامة ساخرة .. حينها لما أعد أحتمل .. ربطت حزامي مرة أخرى في عجلة من أمري حتى أنني لم أغلقه جيداً .. وخرجت من الحمام مذهول .. قررت أن أبحث عن حمام يصلح في عربة أخرى .. ونظرت نظرة سريعة على حقيبتي الجالسة بمقعدي كي تحجزه لي .. أخذت القرار النهائي وجريت بسرعة ناحية العربة الأخرى وأنا أفكر في احتمال كارثي وهو أن يكون الحمام بالعربة الأخرى أسوأ حالاً .. وحينما وصلت الحمام .. تفحصت بابه .. وجدته موجود لكنه لا ينغلق .. ليس بالشيء المهم .. سأمسكه بيدي .. لكن الأهم كانت النافذة .. تفحصها فوجد زجاجها في مكانه ولكنه مرفوع حتى منتصف النافذة .. حاول أن يغلقه بالكامل إلا أنه عالق بشدة .
لا مناص .. سوف أفعلها .. هكذا حدثت نفسي .. نظرت نظرة أخيرة عبر النافذة لأجد المسافرين من القطار المقابل ينظرون .. ولكن الفارق انهم لن يرو وجهي .. سيرون فقط عورتي .. هكذا فككت حزامي وأطلقت العنان لمثانتي لتروي بالماء المالح الأرض تحت القطار من خلال الفتحة في الحمام المعدة خصيصاً لهذا الغرض .
لقد رأى الناس عورتي .. ليس مهماً مادمت لم أرى نظراتهم الساخرة تجاهي .
ما العورة أصلاً .. ما العيب في إظهار جزء من الجسم مثله مثل باقي الأجزاء .. هكذا حدثت نفسي وأنا أحاول تبرير الموقف لنفسي .. وفي آخر لحظة شعرت أني كالنعامة .. أدفن رأسي في الرمال وظني أنهم لن يروني .. سحقاً .. فليذهبو إلى الجحيم .
فرغت المثانة وقمت بربط حزامي مجدداً .. وخرجت من المكان المسمى مجازاً "حمام" وجريت إلى العربة وتأكدت من وجود حقيبتي في مكانها .. جلست وآخذت تنهيدة كبيرة "زي ماكون تعبان وإرتحت" دارت الجملة في رأسي .. أخرجت علبة سجائري وأشعلت سيجارة .. جلست أدخن مستغلاً نزول معظم الركاب وبقائي وحيدا في العربة .. اللهم إلا عدد محدود جداً من الركاب .
فجأة .. وبدون سابق إنذار .. تعالت صرخات من عربات القطار .. قمت مسرعاً لأبحث عن مصدر وسبب الصرخات .. فوجئت بالإجابة تدخل أنفي عبارة عن دخان !!
هناك حريق في القطار .. جريت بسرعة إلى العربة حيث الحريق ووجدته حريقاً محدوداً .. خلعت قميصي وحاولت أن أضرب النار كي أطفئها .. إلا أن بشكل ما النار إلتقطت ثيابي .. وأخذت أشتعل .. ويبدو أن الشجاعة قد قفزت من شباك القطار المسرع في هذه اللحظة .. لم يحاول أحد المشاهدين أن ينقذني .. صرخت وأنا أجري وأتقلب على الأرض كي أطفئ النار .. ويبدو أن كل ما زاد على الحريق هو جسمي المشتعل وبعض الصرخات الإضافية من بعض الركاب الذين إنضمو لمشاهدتي وأنا أحترق .
سأموت .. دارت الكلمة في عقلي الساخن بفعل الحريق .. وكل ما سيطر عليّ في هذه اللحظة هو انتظار وجه الملاك الذي سيظهر لي .. ملاك الرحمة أم العذاب .. وهل سيبقى إدراكي أصلاً لكي أرى ما سأمر به بعد الموت .
بشكل ما .. هدأت النار .. هل بفعل تقلبي المستمر على الأرض .. لا أدري .. إلا أن القطار بعد فترة كان قد دخل إحدى المحطات - كفر الدوار على ما أظن - وهناك حملوني أنا وأربع أشخاص مصابين مثلي ونقلونا على المستشفى .
بعد فترة علاج في المستشفى الحكومي القذر .. يبدو أنني لم أتحسن فيهم إلا قليلاً .. ولم يزرني من معارفي سوى أصدقائي المقربين جداً .. في حين أنني لم أبلغ أهلي بالخبر .. كان الحنق بلغ مبلغه وقررت أن أرفع قضية على هيئة السكة الحديد بسبب الإهمال .. وفعلا كلمت أحد أصدقائي المحامين وقد كان أن رفعت الدعوى على الهيئة .. وفي يوم الحكم .. فوجئت أنني - المجني عليه - مطالب بأن أدفع تعويض للهيئة !! .. السبب في أن البحث الجنائي أثبت أن سبب زيادة "حجم" الحريق هو "قداحتي" التي كانت في جيبي والتي إشتعلت أنا بسببها - كما يقول تقرير البحث الجنائي - ولذلك فأنا بشكل ما مشارك في  إندلاع الحريق .. بيد أن صديقي المحامي حينما واجهوني بهذه التهمة الجديدة استطاع أن يخرجني منها مقابل أن أتنازل عن حقي في التعويض المادي .
خرجت من المحكمة وقد طلبت من صديقي المحامي أن يتركني وحدي قليلاً .. أخذت أتجول بعصا أتوكأ عليها حتى بلغت كورنيش النيل .. جلست على السور وأخذت أتأمل الشمس في لحظة الغروب .. تأملتها وهي تغرب في بطئ شديد ممل وكأنها هي الأخرى تتأملني .. وفي لحظة .. توقف الزمن .. وتوقفت الشمس .. وتوقف النيل عن الجريان .. وتوقفت الطيور عن التغريد .. لحظة كنت حينها غير موجود في جسدي .. فوجئت بي وأنا خارج جسدي وأنظر له .. لأول مرة أدرك أن شكلي عجيب .. مع أنني رأيته في المرآة مراراً وتكراراً .. ولكن شكلي لم يعجبني حين خرجت منه .. نظرت للأرض وجدتني أطير .. وأبتعد .. وأبتعد .. وصغرت الدنيا .. وأظلمت .. واختفت واختفيت معها .

الأربعاء، يونيو 27، 2012

كراهية


أكره الغباء ..
أكره الإستنتاجات المبنية على فراغ ..
أكره التعصب ..
أكره الإلحاح ..
أكره الإتهامات المسبقة بدون دليل ..
أكره شد ذيول القطط ..
أكره الإخوان المسلمين واليهود ..
أكره الكذب ..
أكره الأفوّرة ..
أكره السادية ..
أكره التناكة ..
أكره أن يشعر الآخرون بالشفقة تجاهي ..
أكره التعالي ..
أكره الإيذاء ..
أكره السجون ..
أكره المجون ..
أكره طرقعة الأصابع .. 
أكره إبخاس الناس قدرهم ..
أكره القبح .. 
أكره الشر ..
أكره التعدي على الخصوصيات ..
أكره السرقة ..
أكره مخالفة القوانين ..
أكره القوانين ذاتها ..
أكره الجري خلف الكلاب ..
أكره الجري أمام الكلاب ..
أكره الإستغلال ..
أكره الإستخفاف ..
أكره الجريمة ..
أكره الإدعاء ..
أكره اللعب في الأنف بالأصابع ..
أكره التدافع ..
أكره الغرور ..
أكره الرأسمالية ..
أكره الندّية ..
أكره الغيّبة ..
أكره الإهانة ..
أكره المهانة ..
أكره الذل ..
أكره الضعف ..
أكره مراقبة الناس لي ..
أكره دس الأنوف في الشئون
أكره الصراصير ..
أكره الروائح الخبيثة ..
أكره صوت الصرير ..
أكره الطعام ..
أكره الغبار ..
أكره الظن ..
أكره أن أعيش ..
أكره أن أموت ..
.
.
.
وأخيراً ..
 أكره الــكــراهــيــة

السبت، يونيو 23، 2012

عنيكي


في عينيكي .. سال الكلام دموع
بالمشاعر مشحون
بيقولي كلام
كان بالنسبالي أحلام
وحتى الأحلام
مكنتش ممكنة
ولا الدموع
ولا الأوهام
دة القلب كان صامت مشجون
بالهم مقتول
والفرحة بالنسباله أسطورة
بتحكي عن عنقاء
وبتول
والعدرا في مخدعها بتبكي
وسامعة الكلام والقول
وأنا واقف على باب المغارة
مستنيكي
عشان أمسح دمعة عنيكي
وآخدها في منديلي
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه
آه يا عذرائي
ياللي منديلك حياتي
خدش حيائي
خلاني أتنفس هواكي
وأنشر هدومي على جفونك
تنشفها نظرة عنيكي
وعنيكي .. لسة بتحكي
وبتلبسني الهدوم
مع إن العري فيها فضيلة
مش حب في ضلمة
ولا اتنين في حظيرة
لكن الحب في قلبك أمان
من أقربهم ليا
ومن اللي خان
وشفايفك بتبوس إديا
مش إستهوان
ولكن الحب غالب
وغالي
وبالإمكان أكون في حضنك
وبالإمكان .. أخطف روحك
ولكن روحي في روحك متعلقة
إزاي أسيب بيوت
بالأزهار متزوقة
يا عشقي العاشق لكياني
يا درة أكواني
يا شمس الشموس المشرقة
يا روح الروح الحاضرة .. الغائبة
تراني مستنيكي
مع إنك جوايا
مش قادر أقول
ولا أشكي إليكي
ولكن .. على سبيل الغواية
برمشلك بعيوني
وعيوني ليكي مشتاقة
والغربة حراقة
وكلامي مش موزون
لكنه مفهوم
وانتي فاهماني
وعنيكي حساني
وقلبك قالب كياني
إمتى تيجي من تاني
أمسح دمعة عينكي
وأغرقك في حناني
وحناني إيه جنب حنانك
دة لو قلبي كائن عاقل
مكنش فكر وسابك
ولكن الفكر لقلبي عيبة
والكلام غيبة
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
خلص الكلام
وفضلت دموع عنيكي
المرة دي آخر دمعة
هستقبلها على خدي
وأبلعها
وألمس إديكي
وأبوسها
وأخدك في حضني
وأتوه
في مجرات الكون العاشق
واللي في عنيكي
كوّن كواكبه وشموسه
واللي لو وهبني نص قوته
هتظل مجراتي كلها
في عنيكي
بحبك

الأحد، يونيو 17، 2012

الإستمناء الإنساني


الإستمناء الإنساني : هو محاولة عصر الليمون على النفس أثناء تأدية عمل إنساني بحت ولكن مكره عليه .. كأن يكون تجاه أشخاص مختلف معهم مثلا .
مثل تلك المرة التي نزل بها إخواننا من الأيدلوجيات المختلفة للدفاع عن السلفيين أثناء هجوم البلطجية عليهم في العباسية .. وعلى الرغم من اختلاف الإيدلوجية وعلى الرغم من الصراع الشديد بينهم إلا أنهم أجرو عملية الإستمناء الإنساني (أي عصرو نفسهم من أجل إخراج كل الإنسانية الموجودة بداخلهم) للذهاب والدفاع عن إخوانهم "في الإنسانية" السلفيين .
ولذلك شبهت تلك العملية بالإستمناء لأن الإستمناء الذي نعرفه هو صراع مع الجسد لإخراج الحيوانات المنوية والتي لها طرق أخرى طبيعية في الخروج .. ولكننا نجبرها على الخروج بتلك الطريقة
والإستمناء الإنساني : هو إكراه النفس على إخراج المعاني الإنسانية المدفونة وترفض الخروج بالطرق الطبيعية فتخرجها بكثير من العصر والتدليك للنفس .
السبب في التفكير في تلك المقولة كان ردا على أحد الأصدقاء المعارضين للنزول والدفاع عن السلفيين في العباسية .. فأطلق لفظ الإستمناء الثوري على من ذهبوا إلى العباسية وأراد بها أن يقول ان لديهم شهوة ثورية يريدون تفريغها في الهتافات الثورية وإلقاء الحجارة على الشرطة والجيش .

السبت، يونيو 16، 2012

شجرة



أوقات .. حياتنا بتبتسم
وأوقات بريشة بتترسم
وفي القلب شجرة مايلة
بتمد فروعها بالخير
بضلاية سمرا تحمي عجوز
من لسعة شمس
والفراشة حواليه طايرة
بجمالها تسحره
وبألوانها تبهره
ولسة الريشة دايرة بترسم
ولسة العجوز قاعد تحت الشجرة
مستمتع بالضل وبالخضرة
نام العجوز
صحي وسط الليل على صوت خربشة
آخخخخخ الوقت أخر .. والدنيا مغبشة
والليل فارس
وفارش ملايته السودا عالمكان
والعجوز قلقان
لا شايف صحرا ولا بستان
والخربشة بتقرب كمان وكمان
طيب يعمل إيه والصحة عالقد
لو طلع ان الصوت دة أسد
يطلع يجري .. لا مش ممكن
او يستنى ويشوف ايه هيحصل
فجأة ظهر ديب كبير
على الأرض بيدوس
وماشي ناحية العجوز
ووراه ديابة كتير
بتلمع عنيهم في الضلمة
والنيه أكيد باينة
عاوزين يكلوه
مات العجوز مليون مرة
وهو لسة عايش
للأسف عايش
على عكس ما تمنى
في اللحظة الصعبة دية
الديب الكبير قرب
ومجهز مخالبه وأنيابه
ووراه عيلته وأصحابه
ووصلو عند العجوز
المستسلم لمصيره الواضح
وبسبب عجزه الفاضح
قرر يتاكل في صمت
ورمى نفسه عالأرض
وفي لحظة فارقة
دبت الحياه في الشجرة
ومالت الفروع  الخارقة
تلسع الديابة
وضربت عنيها الخلابة
واتفرقت الجموع
وصوتهم مسموع
والعجوز لسة عالأرض
ولما الوقت عدى
رفع راسه .. وإتخض
الديابة جرت
وأنا لسة عايش
مفهمش اللي حصل
ولا همه اللي كان
المهم انه حاسس
بالحياه من جديد
وبالفرحة .. والحنان
وجوة القلب شجرة
حمت عجوز غلبان
ولسة الريشة دايرة
بترسم بالألوان
قصة عايشة في قلبي
وكان يا مكان

الثلاثاء، يونيو 12، 2012

عن الحب سألوني


عن الحب سألوني .. بس مكنش ليا نفس أجاوب
أقول إيه وليه وعشان إيه .. ما كل حاجة إتقالت
أقول آه يقولو لأ وأقول لأ يقولو آه .. وأنا بقول هانت
وإيه يتقال بعد اللي جرى .. ما الحقيقة خلاص بانت
الحب طير بجناح مكسور .. وكفته في الميزان مالت
مخلوق مشوه محبوب خجلان .. وقعدته وسطينا طالت
بيحب يدب .. يدب يدب .. جوة القلوب دبدوب شارب
والسر في فيه ومنه وإليه .. ومكتوب علينا والقدر غالب
جربته كتير .. والمر في كاسه عسل نحل بس حادئ
وحلاوته في مرارته ومرارته في عذابه ودايما صدقه كاذب
الحب تجري وراه ومتطولش ويجري وراك ولو طالك
تبص بوش مكسور النفس وتنفضله فتصبح هالك
لا بعده دافع ولا قربه نافع والحظ في اللعبة وارد
وهي فرصة دة الحب بورصة والرهان خسران وكاسب
اوعاك تحسبله ولا تخشبله .. سيب نفسك ليه وحاسب
لتعدي الحلوة وتنسى الغنوة ونحسك يفضلك مصاحب
إنسى القديم دة ربك كريم وقوم وجرب وحارب
ولو قمت واخري وفاتك القطر .. نفضله وجدف بقارب
هي حياه واحدة .. يا إما نعيشها جامدة .. يا نموتها بدم بارد

الجمعة، مايو 25، 2012

عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية


من ساعة ما الثورة قامت وانا ابتديت اهتم بالسياسة
ومن ساعة ما اهتميت بالسياسة .. كنت مركز قوي مع شعار (عيش .. حرية .. عدالة إجتماعية)
في حين اني لما حاولت أشوف هل احنا متوحدين فعلا زي ما قدرنا نتوحد على الشعار دة .. لقيت اننا كلنا اختلافات .. ودة طبيعي .. إنما اللي مش طبيعي .. كمية الإنقسامات جوة كل فكر او كيان
يعني المعارضة اللي كانت موجودة لقيتها متمثلة في الإخوان و6 أبريل والشيوعيين والإشتراكيين وقليل جدا من الليبراليين .. ودخل عليهم مؤخرا السلفيين
لقيت ان الإخوان من جواهم فيه انشقاقات .. و6 أبريل بقو جبهتين .. وحملة دعم البرادعي انقسمت اتنين .. والشيوعيين مقضينها خناقات مع بعض .. والإشتراكيين فيهم اللي في أحزاب وفيهم اللي رفضو وعملو تيار .. حتى الناصريين منهم اللي ناصريين جدد ومنهم اللي بيقدسو عبد الناصر .. والس
أنا إتبضنت .. وقررت أعتزل سياسية
بس فكرت في حاجة ممكن تجمع كل دول تاني
عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية
نشرح أكتر 

بالنسبة للعيش .. إحنا نعمل فرن .. ونسميه فرن الثورة .. منها يجمعنا ومنها نخدم البلد اللي مش لاقية تاكل
ونمسك الليبراليين الإدارة .. والإشتراكيين يمسكو شئون العاملين .. والإسلاميين يشتغلو عمال .. او في التوزيع

بالنسبة للحرية .. إحنا نعمل تمثال واحدة عريانة وماسكة فاس بتاع الشيوعيين .. وممكن نلبسها نقاب على اللحم مثلا .. يبقى خدنا من دة على دة .. ونحطه في ميدان التحرير

بالنسبة للعدالة الإجتماعية .. إحنا نجيب واحدة خريجة آداب اجتماع .. وتكون مزّة عداااااالة يعني .. ونسميها عدالة .. ونلبسها بالطو القضاء ونغمي عينيها ونمسكها ميزان مقلوب .. ونقف نتصور وراها كلنا 
وبكدة نبقى حققنا التلات شعارات بتاعتنا واقدرنا نلتف حوله من جديد
عيش .. حرية .. عدالة إجتماعية

الثلاثاء، مايو 01، 2012

بين أبو الفتوح وحمدين

أنا على يقين تام بخلاف أبو الفتوح مع الإخوان
وعلى يقين تام أن المسرحية المزعومة ليس لها أساس من الصحة
ولكن .. هل يعني ذلك ان إنتخاب أبو الفتوح هو الحل الوحيد
أبو الفتوح رجل يملك (الكاريزما) التي يعشقها شباب الإخوان .. و(الليبرالية) التي يعشقها الليبراليين .. والكلام المعسول الذي يعشقه عامة الشعب المصري
أنا على يقين من ذلك أيضاً
لكن
ما الذي يمكن أن يقدمه أبو الفتوح لمصر بعد الثورة ؟؟
ولو لم أنتخب أبو الفتوح .. من البديل ؟؟
لا أظن أنني سأنتخب أحد من ال(فلول) .. ولا أظن أيضاً أنني سأنتخب من أخاف عليه من مدنية الدولة
هناك من أثق فيهم إلى حد ما .. مثل أبو العز .. وحمدين .. وخالد علي 
لكن أيضاً ماذا يملكون لمصر ؟؟
حقيقة الأمر ان إنسحاب البرادعي أطاح بكل أمل "عندي" في دولة مدنية حقيقية
وحتى الآن أنا لا أرى في أي مرشح آخر بديل حقيقي
إذن سأختار كما يقال : "أحسن الوحشين"
لكن أيضاً يسظل التسائل مطروحاً : من هو أحسن الوحشين ؟؟
مؤيدي الدولة المدينة انحاز كثيراً منهم لأبو الفتوح كبديل عن البرادعي .. لمجرد إنشقاق الأول عن الإخوان .. يظنون أنه يملك من الإنفتاح ما يكفي لإقامة دولة مدنية .. ولو بأيديهم لأختارو مرشح آخر .. ولكنهم يرون في شعبية أبو الفتوح ما يمكنه من الإكتساح ، فبدلاً من تضييع أصواتهم .. سيمنحونها له "وخلاص" !!
وماذا بعد ؟؟
سيمنحون صوتهم لرجل مختلف مع الإخوان "شكلياً" .. ولكن بداخله لازال متعاطف بشكل كبير معهم .. وسنرى في حالة وصوله لكرسي الرئاسة كم التهانئ الإخوانية والتصريحات التي تفيد ان أبو الفتوح إخوانجي المنشأ والتربية

بعد كل هذا "الهريّ" ترى ماذا نفعل ؟؟
في رأيي : المرشح الحقيقي المتاح بعد البرادعي في كل المطروحين على الساحة هو حمدين صباحي .. على الرغم أنني لا أطيقه .. لكن هو رجل سياسة قديم .. ومكافح .. ويملك تلك الصفة اللصيقة بكل رؤسائنا المسماه بال"كاريزما"
على الرغم من قلة شعبيته .. وعلى رغم انه بياكل كشري من أبو طارق :) .. إلا أنني كمدني أريد الحفاظ على مدنية الدولة .. فسأمنحه صوتي - الذي أعلم أنه سيضيع هباء - في الإنتخابات .
لن أنافق نفسي وأنافق المجتمع وأعطي صوتي لأبو الفتوح .. فعلى الرغم من أنه رجل طيب ولا أنكر هذا .. إلا أن هذا لا يكفي .. فأنا أريد رجلاً مدنياً .. وليس رجل نشأ وتربى وتشرب مبادئ الإخوان
ولا نعلم ما تحمله لنا الأيام .. لعل في خلال هذه الأسابيع القليلة تتضح الرؤية أكثر .
هذا رأيي الخاص .. اتفقتم معه أو ألقيتموه في أقرب صفيحة زبالة .. كما تحبون .. هذا شأنكم .. ولكن فكرو كثيراً في موقف لا تندمون عليه مستقبلاً .

الأحد، أبريل 29، 2012

زمن معرصين


قلبي شبه طيظي .. الإتنين بخروم
بس خرم طيظي خلقة ربنا
وخرم قلبي .. نكت معرصين


والنكت عند العرص غيّة
وكيف وشهوة حد بضين
وبشعر بيوضه عمال ينكت
والأحة في بقه أحتين
يطلع لسانه للخرى ويلحس
وزانق مناخيره في الفردتين
أقوله ما تسيب قلبي بخرومه
يقولي أمال أبيض على مين ؟
دة لو طلعلك شعر في خرم قلبك
هسرحهولك عالجنبين
سيبني دة انا كيفي خروم
فوق أو تحت .. الاتنين شغالين
دة انا مزاجي قلوب عبيطة
وأعبط من قلبك .. مش لاقيين
وإن مكنتش في قلبك وأنكت
أمال يا حسرة .. أنكت في مين ؟؟
أبص في خلقة أهله
ولسان حالي .. يلعن ميتين
كسم التعريص ورزالته
مش عارف .. أسبله الدين ؟؟
سايب الكساكيس كلها
وجاي على قلبي المسكين
والخلق واقفة بتتفرج
ولا حد يحوش .. واقفين ساكتين
آه يا زمن ضاع فيك الشرف
أما بصحيح .. زمن معرصين

الأربعاء، أبريل 18، 2012

لست وحدي


وحدي
لا .. لست وحدي
فسيجارتي تقبل شفتاي
ونافورة الجرح تزين قلبي
ونار الألم تضيء جوانبي
وظلام الهجر يسكن جوارحي
وسواد الظلم يطلي أركاني
ودموع العين تغسل عيني
وشفرتي ترسم على يدي
ونار القداحة تشوي جراثيمي
وبحر الهجر يعلو بأمواجي
وبئر الغدر قابع في أعماقي
واللحن الليلي يؤنسني
وتغريدي في القفص الذهبي
وألف الآه .. باقية تلازمني
وهائها حاجز لمن يصدمني


إجمالي مرات مشاهدة الصفحة