Translate

الخميس، يونيو 05، 2014

رسالة إلى مخبري الخاص

عزيزي مخبري الخاص
تحية طيبة وبعد
سيب جهاز المراقبة وركز معايا شوية .. أنا أصلا عاوز أفضفضلك لأني مخنوق
بص مبدئياً انت هتتعب معايا شويتين .. هتفضل وانت بتراقبني تصنفني في اتجاه مع كل كلمة هكتبها .. فأنا هوفر عليك وأحيكلك قصتي
انا يا سيدي شاب عادي جداً نشأت في بيئة متدينة .. وليا عم كان جهادي
طبعا انت فقدت تركيزك دلوقتي وهتتعصب وهتصنفي كجهادي
والنبي اسمع للآخر ومتقاطعنيش
أسرتنا عادية جدا وبتتفرج على تلفزيون عادي وبيلبسو عادي وبيسمعوا أغاني عادي.. بس من بساطتهم افتكرو انهم هيكونو عملو اللي عليهم لو دخلوني مدرسة إخوان.. ومن ثم دخلت مدرسة الدعوة الإسلامية اللي رئيس مجلس ادارتها كان محمد بديع. ده خلاني نشأت نشأة دينية وعلى أخلاق هي جميلة في الأصل قبل ما يحصلها شوية تشويه.
المهم يا سيدي كان اهلي بيخافوا من السياسية جدا نظرا ان عمي الجهادي دة كان اعتقل اكتر من مرة وهما خافو ان التجربة تحصل معايا تاني فحاولو يبعدوني عن التدين الأوفر عشان مبقاش زي عمي .. ونجحو في ده ورجعت شاب عادي جدا وبتاع بنات واشطة يابا.
قوم اييييييه .. قامت ثورة يناير
وقتها كنت مش عارف اعمل ايه .. جوايا كمية غضب تجاه النظام الفاسد وعاوز انزل احاربه .. بس لسة خايف واتعودت خلاص اني امشي جنب الحيط .. وكمان كنت مرتبط ببنت مرضيتش تخليني انزل الميدان .. وانا يا خويا مبحبش أزعل حد بحبه.. فمنزلتش.. بس نزلت جمعة الغضب في بني سويف وكنت اول مرة امشي في مظاهرة في حياتي .. تاني يوم كنت انا اللي بقود مظاهرة .. آه والله زمبؤلك كدة ..المهم ان البنت اللي كنت بحبها حنت عليا وسابتني انزل آخر يوم فنزلت الميدان يوم الخميس .. قام مبارك اتنحى الجمعة على طول.
ليلتها رقصنا من الفرحة وغنينا كل الأغاني الوطنية اللي حفظناها واحنا صغيرين.. بس المرة دي غنتها من قلبي مش مجرد اني بسمع في حصة النصوص.. ورجعنا بني سويف وانا في قمة التفاؤل وحسيت ان البلد خلاص هتبقى من الدول المتقدمة والخير هيجري فيها زي السكينة في الحلاوة.
ابتديت بقى يا خويا أكون ثوري.. وانزل كل الفعاليات الخاصة بالثورة.. المليونيات بقى والمظاهرات والوقفات.. طب تخيل اني ساهمت في تأسيس حزب العدل.. آه والله عملت كده.. مكنتش فاهم حاجة بقى.. كل اللي عملته اني كنت فاكر ان البرادعي هيكون في الحزب وده كان اكتر حد بحترمه في المعارضة كلها خصوصا بعد ما الاخوان ظهرو على حقيقتهم بالنسبالي بعد استفتاء مارس.. وانا قبلها كنت بعتبرهم ملايكة.. بس لقيتهم ولاد "....."
بعدها بكام شهر لقيت القصة مش جايبة همها ولقيت حزب العدل "..." هما كمان روحت مستقيل.. ووقتها اصحابي اللي في احزاب تانية كانو عاوزين يستقطبوني وانا رفضت (خدت بالك من يستقطبوني دي)..بس بقى وقررت اني هكون ثوري بس من غير احزاب وسياسة.. الثورة هي الحل.
فضلت يا خويا انزل في الأحداث وأشم في غاز وآخد خرطوش لما اتعميت.. وكنت كل مدى بكتشف ان القصة فكسانة فكسانة.. لحد ما جبت آخري.. وفقدت الأمل في كل حاجة.. وفكيتني من الثورة واللي فيها.. وقررت اركز في حياتي وأشوف انا نفسي اعمل ايه.. كفاية ثورة بقى ونشتغل.
اللطيف اني فعلا لقيت نفسي ولقيت مهنة بحبها وناجح فيها الى حد كبير بقيت بتابع الأحداث من بعيد لبعيد.. بطلت اقرا أخبار أو اتفرج على فيديوهات اشتباكات ولا احداث ولا تصريحات ولا .. ولا .. ولا أي هري.. ولا بنزل انتخب ولا استفتاء ولا مجلس شعب ولا اي بدنجان.. وده خلاني بعيش في سلام مع نفسي إلى حد كبير جدا.
بعض الناس اللي عملت زيي كرهوا الثورة بزيادة لدرجة انها حولتهم لـ"....".. بس انا مش كده. بص.. انا هاعترفلك بكل حاجة مرة واحدة
أنا مش مع السيسي.. مع إني موافق على فض رابعة
أنا بكره الإخوان.. بس مش كل اللي ضد السيسي إخوان
أنا بحب اليسار.. مع إن طريقتهم في السياسة مش عاجباني
باكره الرأسمالية.. بس شايف إن مفيش حل غيرها
بانزل أصور إخوان في المظاهرات.. بس مش معنى كده إني هاديك صورهم عشان أسلمهم
عاوز البلد تستقر.. بس مش معنى كدة إني موافق كرامتي تنداس
أنا محتاج أعيش.. أحقق طموحي.. مقلقش على نهال وهي ماشية في الشارع من أي بلطجي أو عسكري أو متظاهر
انا محتاج انا وانت نكون أصحاب مش أعداء.. مش انا باحاربك وانت واقفلي على كلمة غلط بكتبها عشان تسجنني
عزيزي مخبري الخاص .. راقب براحتك .. انت اللي هتتعب .. مش هتلاقي حاجة عندي تنفعك .. متضيعش وقتك معايا وشوف حاجة اهم تعملها عشان البلد دي تقوم وحالها ينصلح :)


إجمالي مرات مشاهدة الصفحة