Translate

الأربعاء، أكتوبر 31، 2012

لمحات على الطريق


لطالما مثلت حياتي بالشجرة التي تهزها الرياح فيتساقط منها الورق الأصفر "الضعيف" ويظل الورق الأخضر "القوي" متماسكاً بالفروع ؛ فجذع الشجرة هو أنا والأوراق هي البشر الموجودين بحياتي ، الرياح هي المشاكل التي أواجهها في حياتي من آن لآخر ، والورق الأصفر هم الشخصيات الغير مؤثرة في حياتي أو المزيفين والذين تظهر حقيقتهم مع المشاكل الحقيقية ، والورق الأخضر هم الشخصيات الحقيقية والمؤثرة بشكل قوي جدا في تشكيل حياتي واستمرارها .
سيظل الجذع هو مصدر ثبات تلك الشجرة ، وإن لم يكن ثابت على تربة قوية فالشجرة حتماً ستؤول إلى السقوط ، وحتى وإن كانت كل أوراق الشجرة خضراء يانعة .. فلا معنى لها إن كانت منحنية او ملقاه على الطريق .
ولطالما كان الجذع مشكلة بالنسبة لي .. فهل عمري ما مضى من زمن على ولادتي فعلا أم أن عمري الحقيقي هو بداية اكتشاف الحياه على حقيقتها والتي لم مضي عليه اكثر من عام ونصف ؟؟!!
أميل لتصديق ان عمري هو المتوسط المستحيل بين الإثنين .. وبالتالي لا أستطيع تحديده بدقة ، ولكن لن يكون معرفة عمري مؤثراً ، ولكن تأثير ما تعملته على تشكيل شجرتي هو الأهم .
إذن فالجذع هو نفسي التي بنيت على خبرات وتجارب وتعليم واحتكاك بالبشر .. وهاهو يحيرني بشكله الغير متناسق والمبني على تناقضات عدة فوق بعضها وجروح لم تعالج وأبعاد نفسية متباينة .
وكما للشجرة أصل "جذع" فلها فروع وهم الذين يحملون الأوراق .. ولا حياه للأصل بدون الفروع والعكس صحيح ، وهذا يعني ان عليّ تقليم شجرتي بإستمرار للحفاظ عليها من تآكل أوراقها من خلال زحف الأوراق المريضة على الأوراق الخضراء .
يحضرني هنا حالتان أعيشهما في تلك الأيام
الأولى : وهي الجذع
فإن تداخل التجارب في تلك الفترة الحرجة التي أعيشها جعلني أعيش حالة من التناقض البشع بسبب تراكم الأحداث دون تنقية ودون تحليل ودون إدراك ، فأعيش يوماً بفكر ويوم بآخر دون المقارنة المطلوبة بينهم للوصول بأحدهم إلى بر الأمان .
لذا أعيش تلك الأيام في أزمة هوية ، أتعرض لمواقف تطلب تصرفاً فأجدني أعطيها آخر متناقض ، ويتسبب هذا في مشاعر متضاربة حول التصرف ، فجزء مني يرتاح وآخر يتصارع من أجل فرض هيمنته على الموقف فينقلب الجزء المستريح لجزء متصارع على شيء قد تم بالفعل ، وهنا يكون الكيان "الجذع" في حالة إنقلاب مستمر فهناك رئيسان في مركبه فيكون الحال أحياناً أن يتوقف المركب تماماً .
الثانية : وهي الأوراق
ففي المطبات الحياتية تهتز عربتي لتتطاير منها الأجزاء الغير متماسكة ، وفي شجرتي كثير من الأوراق التي سقطت مؤخراً ، وقد نمت أوراق أخرى ، المشكلة أن داخلي لازال يفكر بالأوراق المتساقطة مني ، وهل سقطت فعلاً بسبب ضعفها أم بسبب عدم تمسكي بها ؟؟ وهل كانت صفراء أم خضراء ؟؟ وهل سقوطها سيؤثر على شكل شجرتي أم لا ؟؟
يترائى لي أحياناً أن مشكلة "الجذع" سبباً رئيسياً في نمو أوراق غير متكاملة أصلاً ، وأغلب الظن أن الأوراق الساقطة في تلك الفترة نتجت عن نموها المشوه نظراً لتشوهات الجذع الأصلية .
إذن .. الجذع هو الحل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة