Translate

الثلاثاء، يوليو 31، 2012

بين ماضي مؤلم .. وحاضر أسود .. ومستقبل مجهول



تنتابني الحيرة كلما فكرت في حالي .. أنا المجهول الهوية المجهول الإنتماء المجهول المعتقد

عشت ماضي مؤلم .. أحاول نسيانه .. أنجح أحياناً وأفشل كثيراً .. وتمضي الحياه .. به أو بدونه .. لكن مؤكد أن النبش في القبور يعكر صفو الهواء النقي بعفن الجثث المتآكلة .. ومؤكد أن إسقاطات الماضي من خبرات وتجارب قاسية تعكر على الحاضر والمستقبل صفوهم .. فها أنا ذا كلما مررت بتجربة أتذكر مثيلتها بالماضي مما يوقفني كثيراً حتى يفقدني متعة التجربة والحياه .

وأما عن الحاضر .. فهو واقع أسود .. ويتمركز سواده أنه ثابت لا يتغير .. تلهينا الحياه كثيراً عن ذلك السواد بقليلاً من الرمادي .. ويحيد الثبات عن موقفه في بعض الأوقات بقليلاً من الإنحناء .. ولكن حتى هذا الحياد غير ثابت .. يأتي ويذهب بغير إنتظام .. يقولون أن دوام الحال من المحال .. ولكن يبدو أن كما لكل قاعدة إستثناء .. فهذا هو إستثناء قاعدة التغيير في هذا الحاضر الملعون .. فها هو ثابت السواد .. حتى بدرجاته الرمادية الغامقة والقليلة جداً .. ومن المضحك أن تعلم أن الحاضر لا تستطيع الإمساك به أصلا .. فهو اللحظة التي تلي الماضي أو تسبق المستقبل  بلحظة أو أقل .. فهو قد يكون مستقبل وقد يكون ماضي .

وأما المستقبل .. فهو مجهول .. والإنسان دائماً عدو ما يجهل .. كما أنه مرهون بالواقع الأسود والماضي المؤلم .. وكما أن الألم توأم الذاكرة .. فإن الماضي توأم الحاضر .. والمستقبل وليد لقيط .. بين ماضي يرفضه .. وحاضر ينكره .. فأي مستقبل هذا الذي ينتظرنا .. إنه عدو محصن بأسلحة تفوق قدراتنا على التخيل .. وعلينا أنا نحاربه ونحن لا نعلم عنه شيء .. في حين أن أسلحتنا لم تنقلنا أصلا من الماضي للحاضر .. الواقع أنها تعيدنا إلى الماضي مرة أخرى .. لذلك .. يظل المستقبل هو سيد الموقف حتى الآن .. هذا السيد الغامض الخاضع له كل البشر .. المسيطر علينا من سماوات سبع بعقيدة غيبية قادرة على إخراس كل الأصوات المخالفة له بما لا يملوكونه من أدلة تجعلهم يقفون أمامه .

وبين الماضي والحاضر والمستقبل أقف كمن يقف على مفترق طرق كلها أكثر إيلاماً من بعضها .. وعلى ما يبدو أن رفاهية الإختيار غير موجودة في هذه الحياه .. وأن القدر حقيقة .. ويبدو أيضاً أنه قد كتب بمداد أسود لا يزول بزوال الأيام .. أو أنه كالعنقاء .. يزول ليظهر بدلاً منه أضعاف من الأقدار الحمقاء القاتلة لكل طموح لدى الجنس البشري .. أو على الأقل العربي .
وهنا .. ينجلي إلى الوجود سؤال مهم : ما هي فائدة الحياه ؟؟

هناك تعليق واحد:

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة