Translate

السبت، يناير 21، 2012

إسلام .. وإسلام

عائد إلى البيت بعد يوم شاق طويل .. تكركر أمعائي من الجوع .. .. أبحث في جيبي المثقوب عن أموال فلا أجد سوى جنيهين معدنيين يصدرون صوتاً كان يدل قديما على الثراء .. والآن يدل على الفقر .. تتدلى سماعة هاتفي من أذني حيث لا أطيق أن أسير دون أن أستمع عبرها إلى أعذب الألحان .. فهذا وقودي في الحياه .. وتتدلى من رقبتي سلسلة تعودت أن ألبسها ترمز إلى السلام - على الرغم من اعتقاد بعضهم انها رمز للسيارة المرسيدس - كما تظهر بوضوح حظاظة أرتديها في يدي .
أخرج الجينهين من جيبي وأتجه إلى كشك صغير لأبتاع أي شيء يسد جوعي .. أستمع إلى تلاوة قرآنية خاشعة من صاحب الكشك .. أقف قليلاً وقد سحرني صوت القارئ .. ما أحلا هذا الصوت العذب
انتبه الرجل إلى وقوفي فختم القراءة وتطلع لي بإبتسامة عذبة وقال : أأمرني .. فخرجت من الحالة الساحرة التي أخذتني وبادلته الإبتسامة ورددت : جعان .. فضحك الرجل حتى بانت نواجزه وقال : تعالى إتعشى معايا قولت : تسلم يا غالي أنا بس عاوز كيسين من البتاع دة .. أعطاهم لي ومددت له بالجنيهين فقال : خلي علينا .. رددت : ربنا يكرمك .. قال : أنا مش بعزم .. انا بتكلم بجد .. قولت : أنا عارف .. وبجد ربنا يكرمك
انصرفت وانا في سعادة غريبة لم آلفها من قبل ..
ما الذي فعله هذا الرجل وأخرجني من حالة الإرهاق الذهني التي كنت بها وأدخلني في حالة من الإنتعاش الروحاني
بشكل تلقائي وجدت نفسي أتذكر موقف آخر حدث لي منذ فترة حيث قابلت بعد الخروج من المسجد أخ ملتحي سلم علي بإبتسامة مريعة تعتليها ثلاثة أرقام تمثل العدد 111 على جبينه وهو يقول لي : مش الأخ مسلم بردو .. رددت عليه وأنا أنظر ناحية المسجد .. : هو مش احنا كنا في جامع ولا أنا بيتهيألي .. فقال : بس يا أخي احنا مش بنحط سماعات في ودانا زي الكفار !! .. قولتله وايه علاقة دة بالإسلام .. فوجئت به وقد بدأ في خطبة طويلة عريضة تدل على ان هذا نوع من التشبه بالأمريكان الفجار الكفرة .. وفي أثناء الحوار كنت بردد كلمة : أوكيه .. فوجئت به بمنتهى الفظاظة يقول : أوكيه !! إنت بتتكلم كمان لغة الكفار !!! .. قولتله : نعم يا خويا .. ودي فيها إيه كمان ؟؟ .. قال : انت متعرفش ان التحدث بلغة الكفار في غير مناسبة تعد من علامات النفاق !!!!!
هنا كان فاض بيا ولم أستطع استكمال الحديث وقولت له : ربنا يهدينا وإياكم .. وتركته وإنصرفت .
بمجرد تذكر ذلك الموقف الأخير شعرت بحنق شديد وحاولت مقارنة الموقفين المختلفين كلياً على الرغم من صدور الموقفين من إثنان مسلمان
أنا لا أنحاز لأي من الديانات على حساب آخر ولكن حسبما أعلم أن الأديان نزلت لتهذيب وتقويم النفوس ولزيادة الترابط بين الناس وليس العكس .. فلو أن إسلام الرجل صاحب الكشك هو الإسلام فنعم الديانة .. ولو أنه إسلام الأخ الملتحي .. فبئس الدين
وهذا رأيي بغض النظر عن إعتقادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة